مقالات مهمة

نبيه يفهم: تشكل هوية الطفل الجنسية

  • نشر في: 2015/9/29م
  • ساعة: 10:43
  • تعلقيات: 0
  • طباعة
تُشكل الهوية النافذة التي يرى الإنسان من خلالها العالم من حوله، وهي على عدة مستويات، فإن كانت تربيته سليمة نضجت المستويات معاً وغدا إنساناً سليماً، وقد تتفاوت في نضجها مما يؤثر على نظرته للعالم بحسب مستوى النضج. ومرد التفاوت الظروف التي يتعرض لها الإنسان منذ ولادته.

إدراك الوالدين لكل جانب من جوانب الهوية التي تُشكل شخصية طفلهما يُساهم مساهمة عظيمة في توجيه نموّها وتربية طفل مستقر، ليس مثالي أو متفوق أو محبوب من الجميع، بل طفل يُدرك هويته ويعرف نفسه وما يعتريها من تغيرات وما تتعرض له من ظروف وكيف يتعامل معها.

الهوية الجنسية هي الهوية المركزية التي تُبنى عليها بقية الهويّات، إذ هي التصوّر الذهني للطفل عن نفسه التي واعتماداً عليها يتفاعل مع الحياة من حوله ومن خلالها ينظر لنفسه.

تبدأ هذه الهوية بالتشكل في عمر مبكّر جداً من عمر الإنسان، أي منذ الأيام الأولى وحتى إتمامه السنة:

تتميَّز هذه المرحلة بمحاولة الطفل التعرف على العالَم مِن حوله بواسطة حواسِّه الخمس بخاصة حاسة اللمس، ولما كان جسمه جزء من البيئة التي يحاول التعرف عليها، فسيجري عليه أيضاً استكشافاته.

من سن الثانية إلى سن الخامسة:

يبدأُ الأهل في تدريب الطفل على التحكُّم في عملية الإخراج، ليزداد فُضُولُه في استكشاف أعضائه الخاصة، واختبار ما يحصل عند ملامستها، ويتكرر منه هذا الاختبار للشعور الذي لا يدرك ماهيته.

وتميَّز هذه المرحلةُ أيضًا باهتمام الأطفال بأجسام الآخرين، مِن خلال المراقَبة والتساؤل حول المواقف الحيَّة اليومية؛ كأن تسأل الطفلة عن امتلاك والدها للشارب خلاف والدتها، وربما عبّر الأطفال عن رغبتهم بالزواج دون إدراك لمعناه.

أما الطفل في سن الست سنوات وحتى سن التاسعة:

فإنه يواصل محاولاته الاستطلاعية لفهم التغيرات التي يراها عنده وعند غيره من الأطفال إذ يزيد اختلاطه بهم، فيحاول التفريق بين الذكر والأنثى ويطرح الأسئلة مثل كيفية مجيئه للحياة واستفساراته البريئة التي يسمعها في التلفزيون أو من البالغين.

بعد هذا السن، أي حين يصل العاشرة وحتى سن الثانية عشرة:

يتسارع تشكّل هويته الجنسية وتنشط ليتهيأ جسمه لمرحلة المراهقة وما يصحبها من علامات البلوغ، وهي التغيرات التي تسبب شعوراً بعدم الراحة، إذ هي مرحلة الانتقال الحرجة  التي تغيب عن إدراكه مفاهيمها فيغلب عليه الانطواء أو قلة النشاط فيلجأ لتثقيف نفسه بنفسه واستكشافها إذا لم يجد من يوجهه التوجيه السليم.

تشهد المرحلة بين سن الثانية عشرة وحتى الثامنة عشرة استكمال تشكّل هوية الطفل الجنسية الذي صار شاباً وتلك التي أصبحت فتاة، ويتبعها ما يتبعها من توتر وحدة مزاج الذي يسببه النشاط الذهني والتقلبات الهرمونية مع تكرار إبداء الرغبة في الزواج.

ما من مرحلة من مراحل تشكل الهوية الجنسية تمنع الطفل من التعرض التحرش الجنسي، لا جهله ولا وعيه. إلا أن الطفل في كل مرحلة يتعرض لأشكال معينة من التحرش، الأشكال التي يراها المُتحرش متوافقة مع وعي الطفل.

قد يمنع الحرج الوالدين من الإحاطة بتفاصيل تشكل الهوية الجنسية لطفلهما وتعريفه بها بما يناسب سنه ووعيه، إلى جانب توعيته بالتحرش لوقايته منه.

لابد من تجاوز هذا الحرج والخجل المذموم أداءً للأمانة التي تحملاها نحو هذا الطفل وحفظاً لمستقبله ونقاء المجتمع الذي سينشأ فيه ويُعمره.

كلمات مفتاحية:
تابعونا على انستجرام
تابعونا على تويتر